محمد الحسن ادريس راشد Admin
المساهمات : 45 تاريخ التسجيل : 19/02/2011 العمر : 55
| موضوع: مؤتمر الخريجين ( 2 ) السبت فبراير 19, 2011 4:14 am | |
| شكلت جمعية اللواء الأبيض ووصيفتها جمعية الاتحاد السوداني أولى إرهاصات الشعور الوطني وهي التي كوّنها عدد من ضباط الجيش والمدنيين بقيادة حسن صالح المطبعجي وصالح عبد القادر وعلي عبد اللطيف وحسين شريف وعبيد حاج الأمين.
هدفت الجمعية لجعل قضية رحيل الاستعمار أمراً واقعاً.. فكانت المنشورات السرية سلاح الجمعية ضد المستعمر في تلك الفترة ومن ضمن هذه المنشورات منشور (مطالب أمة) الذي صاغه الضابط بالجيش علي عبد اللطيف.
وصلت هذه الجمعية بنشاطها إلى آفاق الثورة ضد المستعمر بوسيلة أخرى وهي العصيان والثورة وليس ما حدث في نوفمبر 1924م إلا دليلاً على ذلك.. وهي كذلك الثورة التي جعلت السودانيين يفكرون جدياً في إنشاء كيانات وطنية أخرى رغماً عن حالة القمع التي واجهت بها السلطة الاستعمارية تلك الثورة.
أولى تلك الكيانات كانت جمعيتي الموردة والهاشماب وجمعية أبوروف وهما الجمعيتان اللتان اهتمتا بالقراءة والإطلاع مع مناقشة جل قضايا الوطن من داخلهما. شكلت كتابات أعضاء الجمعيتين بالصحف والمجلات في تلك الفترة رصيداً فكرياً وطنياً لما كان يجول بخاطر أولئك الشباب وهي مجلتي النهضة والفجر. فكان من كتاب المجلتين كل من أحمد يوسف هاشم- أحمد محمد صالح- عرفات محمد عبد الله- محمد أحمد المحجوب- عبد الحليم محمد- يوسف مصطفى التني.
بنادي الخريجين بأم درمان تشكلت أولى خلايا المثقفين السودانيين في العام 1918م وظل النادي يواصل نشاطه المهم في بعث قضية الوطن.
ومن ضمن تلك القضايا تبنى النادي إنشاء المدرسة الأهلية بأم درمان في العام 1927م وحينها انتشرت الأهزوجة الوطنية للشاعر يوسف مصطفى التني الفؤاد ترعاه العناية.
حين أضرب طلاب كلية غردون في العام 1931م بسبب قرار الحكومة تخفيض مرتبات الخريجين إبان الأزمة الاقتصادية العالمية تعاطف بل وشد من أزرهم الخريجون فكان إضراباً هز مفاصل الحكومة وجعلها تحاول استمالة الطرفين ، الخريجون والطلاب على صعيد العمل لإحياء نشاط الخريجين فقد لعبت جمعية ود مدني الأدبية دوراً هاماً في الدعوة لمؤتمر جامع للخريجين وكان أن تلقف الفكرة الصحفي المخضرم أحمد يوسف هاشم الذي كتب في الفجر داعياً الخريجين لتكوين ذلك الكيان وسرعان ما تبنت الجمعيات الثلاث أبو روف- الهاشماب- ود مدني الأدبية هذه الفكرة وبدأت الاجتماعات الأولية لإخراج هذا الكيان لحيز الوجود.
عقد أول اجتماع للخريجين في 12 فبراير 1938م تمت فيه إجازة الدستور فانتخبت لجنة من خمسة عشر عضواً لها سكرتير ورئيس يتغير تعيينه كل شهر بأحد أعضاء اللجنة التنفيذية وكان أول رئيس الأزهري.
وعلى الرغم من رفض الحكومة لتلك المذكرة فقد سعت سعياً حثيثاً لإجراء بعض التعديلات السياسية الخاصة بسياستها تجاه السودان خاصة في مجال الخدمات.
كان العام 1944م عام ظهور الأحزاب السياسية من خلال مؤتمر الخريجين والتي انقسمت في الولاء للزعيمين الكبيرين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي. ومن نتيجة ذلك زيادة وعي الشعب بقضيته وسفر وفد الأحزاب لمصر في مارس 1946م لمناقشة قضية السودان ومن ثم انتزاع الاعتراف بحق تقرير المصير وإجراء انتخابات برلمانية مما كلل بالاستقلال في يناير 1956م . | |
|